بحر آلمآضي

بحر آلمآضي


أنهض من سريري مسرعآ وآنا لا زالت آثار النوم ظاهرةعلى محياي ,, اصطدم بشيء أهب ساقطآ ثم بسرعة أستعيد توازني ,, فأنا ذاهبآ للماضي

أفتح الدرج ,, أقلب بين الأشياء والأوراق والهدايا والعلب ,, يا الهي مر وقت طويل لم اقم بفتح هذا الدرج الذ ي أطلقت عليه " بحر الماضي "

أفتح ورقة أجدها من صديقي أيام الطفولة ,, بخطه المعوج و بكلماته البريئة

أمسك بعلبة ,,أقلبها وأقلبها ,, نعم تذكرت إنها من جدتي قبيل وفاتها

أمسك وردة حمراء صغيرة ,, يا لهذه الوردة المسكينة ,, ذبلت أرواقها وجفت ,,آه نعم إنها من حبي الأول حب الطفولة البريء

ورقة , هدية , علبة وهكذا كل منهما تحمل حكاية من الماضي الذي لن يعود ,,!




ماضينا أساس مستقبلنا

ماضينا المكان الذي نحن إليه كلما أصدمنا من حاضرنا

ماضينا جزء منا

فنحن لا نستطيع النظر إلى الخلف دون الشعور بالحنين , الشوق , الحقد , الألم أو الحب ..!

فلذلك نحن كتب , نرسم , نكتب الأشعار , ونعمل أيضا ..!

نكتب عن حياتنا لأننا شقينا منها أو تعلمنا منها شيء من الماضي نريده أن يكون عبرة لمن بعدنا

نرسم من شعور جميل أو أليم شعرنا به في الماضي ..!

فقد يكون ماضينا جميل نتطلع شوقا دائما بان يعود ,, وقد يكون أليم وذكراه تزيدنا تعلقا بالمستقبل ..!




منا من عاش في الماضي ولازال في الماضي ,, لن يكون أبدا حاضرا حولنا بأعماله وانجازاته ,,لأنه رفض الحاضر فرفض الحاضر وجوده ,,

ومنا من محا الماضي فعاش ناكرا لأهله وأصدقائه ونسى من كان له فضل عليه فعاش حاضرا وحيدا وسيموت وحيدا ,,,!


جميل أن يكون ماضيك عبارة عن كتاب أو درج تعرف أنه لن يذهب ولن يتلاشي ولكنه بنفس الوقت لن يسيطر
على حياتك أو يحكمها , و فبإرادتك انت تعود له ثم تغلقه فتكمل حاضرك وتخطط لمستقبلك وبقلبك حنين للماضي و حماس
للحاضر وشوق للمستقبل ..!



أعزائي

ماذا يعني لكم الماضي ..؟!

وكيف تصنفون ماضيكم بالجميل أم بالأليم ..؟!