عائشة نور
رقم العضويه : 83 عدد المساهمات : 139 تاريخ التسجيل : 02/07/2010
| موضوع: إِلَى الْمُتَطَاوِلِين عَلَى سَيِّدِنَا مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ( كَلِمَات مُوْجَزَة لَعَل الْلَّه يَنْفَع بِهَا ) الجمعة يوليو 23, 2010 5:07 pm | |
| إِلَى الْمُتَطَاوِلِين عَلَى سَيِّدِنَا مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ( كَلِمَات مُوْجَزَة لَعَل الْلَّه يَنْفَع بِهَا )
--------------------------------------------------------------------------------
بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم الْحَمْد لِلَّه وَالصَّلَاة وَالسَّلام عَلَى رَسُوْل الْلَّه وَعَلَى آَلِه وَصَحْبِه وَمَن وَالاه :
وَرَوَّى الْإِمَام أَحْمَد فِي الْفَضَائِل عَن عَبْد الْلَّه بْن عُمَر :" لَا تَسُبُّوْا أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – فَلَمَقَام أَحَدِهِم سَاعَة – يَعْنِي مَع الْنَّبِي – خَيْر مِن عَمَل أَحَدِكُم أَرْبَعِيْن سَنَة " . وَفِي صَحِيْح مُسْلِم عَن جَابِر قَال :" قِيَل لِعَائِشَة أَن نَاسا يَتَنَاوَلُوْن أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – حَتَّى أَبَا بَكْر وَعُمَر قَالَت : وَمَا تَعْجَبُوْن مِن هَذَا انْقَطَع عَنْهُم الْعَمَل فَأَحَب الْلَّه أَن لَا يَنْقَطِع عَنْهُم الْأَجْر " . - قَال أَبُو زُرْعَة :" إِذَا رَأَيْت الْرَّجُل يَنْتَقِص أَحَدا مِن أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – فَاعْلَم أَنَّه زِنْدِيْق " وَقَال الْإِمَام أَحْمَد :" إِذَا رَأَيْت الْرَّجُل يَذْكُر أَحْدَا مِن أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – بِسُوَء فَاتَّهِمْه عَلَى الْإِسْلَام "
قَال الطَّحَاوِي : " وَنُحِب أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم وَلَا نُفَرِّط فِي حُب أَحَد مِنْهُم وَلَا نَتَبَرَّأ مِن أَحَدِهِم ، وَنُبْغِض مَن يُبْغِضُهُم وَبِغَيْر الْحَق يَذْكُرُهُم ، وَلَا نَذْكُرُهُم إِلَا بِخَيْر ،وَحُبُّهُم دِيْن وَإِيْمَان وَإِحْسَان ، وَبُغْضُهُم كُفْر وَنِفَاق وَطُغْيَان "
دَع مَا جَرَى بَيْن الْصَحَّابة فِي الْوَغَى بِسُيُوفِهِم يَوْم الْتَقَى الْجَمْعــان فَقَتِيلُهُم وَقَاتِلْهُم لَهـــــــــم وَكِلَاهُمَا فِي الْحَشْر مَرْحُومـان وَاللَّه يَوْم الْحَشْر يَنـزُع كَلَّمــــا تَحْوِي صُدُوْرُهُم مِن الْأَضـغَان
أَسْلَم مُعَاوِيَة عَام الْفَتْح .
قَال ابْن كَثِيْر رَحِمَه الْلَّه :" كَان أَبُوْه مِن سَادَات قُرَيْش ، وَتَفَرَّد بِالْسُّؤْدِد بَعْد يَوْم بَدْر ، ثُم لَمَّا أَسْلَم بَعْد ذَلِك حَسَن إِسْلَامِه ، وَكَان لَه مَوَاقِف شَرِيْفَة ، وَآَثَار مَحْمُوْدَة فِي يَوْم الْيَرْمُوك وَمَا قَبْلَه وَمَا بَعْدَه ، وَصَحْب مُعَاوِيَة رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - ، وَكَتَب الْوَحْي بَيْن يَدَيْه مَع الْكِتَاب ، وَرَوَّى عَن رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – أَحَادِيْث كَثِيَرَة فِي الْصَّحِيْحَيْن وَغَيْرِهَا مِن الْسُّنَن وَالْمَسَانِيْد ، وَرَوَّى عَنْه جَمَاعَة مِن الْصَّحَابَة وَالْتَّابِعِيْن " ( 8/55 ) .
دُعَاء الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – لِمُعَاوِيَة :
صَح عَن رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – أَنَّه قَال لِمُعَاوِيَة :" الْلَّهُم اجْعَلْه هَادِيا مَهْدِيا وَاهْد بِه " . أَخْرَج الْبُخَارِي فِي صَحِيْحِه :" أُم حَرَام أَنَّهَا سَمِعَت الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَقُوْل أَوَّل جَيْش مِن أُمَّتِي يَغْزُوَن الْبَحْر قَد أَوْجَبُوْا قَالَت أُم حَرَام قُلْت يَا رَسُوْل الْلَّه أَنَا فِيْهِم قَال أَنْت فِيْهِم ثُم قَال الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَوَّل جَيْش مِن أُمَّتِي يَغْزُوَن مَدِيْنَة قَيْصَر مَغْفُوْر لَهُم فَقُلْت أَنَا فِيْهِم يَا رَسُوْل الْلَّه قَال لَا " .
قَال سَعِيْد بْن عَبْد الْعَزِيْز :" لَمَّا قُتِل عُثْمَان وَوَقَع الِاخْتِلَاف لَم يَكُن لِلْنَّاس غَزْو حَتَّى اجْتَمَعُوْا عَلَى مُعَاوِيَة ، فأَغَزَاهُم مَرَّات ، ثُم أَغْزَى ابْنَه فِي جَمَاعَة مِن الْصَّحَابَة بِرّا وَبِحُرِّا حَتَّى أَجَاز بِهِم الْخَلِيْج ، وَقَاتِلُوْا أَهْل الْقُسْطَنْطِيْنِيَّة عَلَى بَابِهَا ، ثُم قَفَل " سِيَر أَعْلَام الْنُّبَلَاء 3/15 . فِي صَحِيْح الْبُخَارِي :" قِيَل لِابْن عَبَّاس : هَل لَك فِي أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن مُعَاوِيَة فَإِنَّه مَا أَوْتَر إِلَّا بِوَاحِدَة ، قَال إِنَّه فَقِيْه " . قَال ابْن عُمَر – رَضِي الْلَّه عَنْه :" مَا رَأَيْت بَعْد رَسُوْل الْلَّه – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم – أَسْوَد مِن مُعَاوِيَة ، قِيَل : وَلَا عُمَر ؟ قَال : كَان عُمَر خَيْرَا مِنْه ، وَكَان هُو أَسْوَد مِن عُمَر " رَوَاه الْخَلَّال فِي الْسَّنَة بِسَنَد صَحِيْح . وَمَعْنَى أَسْوَد قِيَل : أَسْخَى وَأَعْطَى لِلْمَال ، وَقِيْل : أَحْكَم مِنْه .
وَذَكَر الْقَاضِي عِيَاض – رَحِمَه الْلَّه – : " أَن رَجُلا قَال : لِلْمُعَافَى بْن عُمْرَان ، عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز أُفَضِّل مِن مُعَاوِيَة ، فَغَضِب وَقَال : لَا يُقَاس أَحَد بِأَصْحَاب الْنَّبِي – صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم - ، مُعَاوِيَة صَاحِبُه وَصِهْرُه وَكَاتِبُه وَأَمِيْنُه عَلَى وَحْي الْلَّه عَز وَجَل " . عِنَدَمّا وَلِي مُعَاوِيَة الْشَّام كَانَت سِيَاسَتَه مَع رَعِيَّتِه مِن أَفْضَل الْسِيَاسَات ، وَكَانَت رَعِيَّتِه تُحِبُّه وَيُحِبُّهُم ، قَال قَبِيْصَة بْن جَابِر :" مَا رَأَيْت أَحَدا أَعْظَم حِلْمَا وَلَا أَكْثَر سُؤْدَدا وَلَا أَبْعَد أَنَاة وَلَا أَلْيَن مَخْرَجا وَلَا أَرْحَب بَاعا بِالْمَعْرُوْف مِن مُعَاوِيَة " قَال عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِي الْلَّه عَنْه : لَا تَذْكُرُوْا مُعَاوِيَة إِلَا بِخَيْر . الْبَدَايَة وَالْنِّهَايَة لِابْن كَثِيْر (8/125 ) .
وَعَن عَلِي رَضِي الْلَّه عَنْه أَنَّه قَال بَعْد رُجُوْعِه مِن صِفِّيْن : أَيُّهَا الْنَّاس لَا تَكْرَهُوْا إِمَارَة مُعَاوِيَة ، فَإِنَّكُم لَو فَقَدْتُمُوْهَا ، رَأَيْتُم الْرُّؤُوْس تَنْدُر عَن كَوَاهِلِهَا كَأَنَّهَا الْحَنْظَل . ابْن كَثِيْر فِي الْبِدَايَة ( 8 / 134 ) .
قَال ابْن عَبَّاس رَضِي الْلَّه عَنْهُمَا : مَا رَأَيْت رَجُلَا كَان أَخْلَق لِلْمُلْك مِن مُعَاوِيَة ، كَان الْنَّاس يَرِدُوْن مِنْه عَلَى أَرْجَاء وَاد رَحْب ، و لَم يَكُن بِالضَّيِّق الْحَصِر الْعُصْعُص الْمُتَغَضِّب . رَوَاه عَبْد الْرَّزَّاق فِي الْمُصَنَّف (بِرَقْم 20985) بِسَنَد صَحِيْح . وَابْن كَثِيْر فِي الْبِدَايَة ( 8 / 137 ) .
وَفِي صَحِيْح الْبُخَارِي بِرَقْم ( 3765 ) أَنَّه قِيَل لِابْن عَبَّاس : هَل لَك فِي أَمِيْر مُعَاوِيَة فَإِنَّه مَا أَوْتَر إِلَّا بِوَاحِدَة ، قَال : إِنَّه فَقِيْه . وَعَن عَبْد الْلَّه بْن الْزُّبَيْر رَضِي الْلَّه عَنْه أَنَّه قَال : لِلَّه دَر ابْن هِنْد - يَعْنِي مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه - إِنَّا كُنَّا لَنَفْرَقُه - مِن الْفَرَق : وَهُو الْخَوْف وَالْفَزَع - وَمَا الْلَّيْث عَلَى بَرَاثِنِه بِأَجْرَأ مِنْه ، فَيَتُفَارِق لَنَا ، وَإِن كُنَّا لنُخَادْعَه وَمَا ابْن لَيْلَة مِن أَهْل الْأَرْض بِأَدْهَى مِنْه ، فَيَتُخَادْع لَنَا ، وَالْلَّه لَوَدِدْت أَنَا مُتِّعْنَا بِه مَادَام فِي هَذَا الْجَبَل حَجَر ، وَأَشَار إِلَى أَبِي قُبَيْس . أَوْرَدَه ابْن كَثِيْر فِي الْبِدَايَة ( 8 / 138 ) .
سُئِل عَبْد الْلَّه بْن الْمُبَارَك ، أَيُّهُمَا أَفْضَل : مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ، أَم عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز ؟ فَقَال : و الْلَّه إِن الْغُبَار الَّذِي دَخَل فِي أَنْف مُعَاوِيَة مَع رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَفْضَل مِن عُمَر بِأَلْف مَرَّة ، صَلَّى مُعَاوِيَة خَلْف رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، فَقَال : سَمِع الْلَّه لِمَن حَمِدَه ، فَقَال مُعَاوِيَة : رَبَّنَا وَلَك الْحَمْد . فَمَا بَعْد هَذَا ؟ . وَفَيَات الْأَعْيَان ، لِابْن خَلِّكَان (3 /33) ، و بِلَفْظ قَرِيْب مِنْه عِنْد الْآَجُرِّي فِي كِتَابِه الْشَرِيعَة (5/2466) . و أَخْرَج الْآَجُرِّي بِسَنَدِه إِلَى الْجَرَّاح الْمَوْصِلِي قَال : سُمِعَت رَجُلا يَسْأَل الْمُعَافَى بْن عِمْرَان فَقَال : يَا أَبَا مَسْعُوْد ؛ أَيْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز مِن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان ؟! فَرَأَيْتُه غَضِب غَضَبَا شَدِيْدا و قَال : لَا يُقَاس بِأَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَحَد ، مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه كَاتِبُه و صَاحِبَه و صِهْرُه و أَمِيْنُه عَلَى وَحْيِه عَز وَجَل . كِتَاب الْشَّرِيِعَة لِلْآجُرِّي ( 5/2466-2467) شَرْح الْسُّنَّة لّللَّالِكَائِي ، بِرَقْم (2785) . بِسَنَد صَحِيْح . وَسُئِل الْمُعَافَى بْن عِمْرَان ، مُعَاوِيَة أَفْضَل أَو عُمْر بْن عَبْد الْعَزِيْز ؟ فَقَال : كَان مُعَاوِيَة أَفْضَل مِن سِتِّمِائَة مَثَل عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز . الْسُّنَّة لِلْخَلَّال ( 2/ 435 ) . و كَذَلِك أَخْرَج الْآَجُرِّي بِسَنَدِه إِلَى أَبُو أُسَامَة ، قِيَل لَه : أَيُّهُمَا أَفْضَل مُعَاوِيَة أَو عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز ؟ فَقَال : أَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم لَا يُقَاس بِهِم أَحَد . كِتَاب الْشَّرِيِعَة (5/2465-2466) بِسَنَد صَحِيْح ، و كَذَلِك أَخْرَج نَحْوَه الْخَلَّال فِي الْسَّنَة ، بِرَقْم (666) . وَرَوَّى الْخَلَّال فِي الْسَّنَة بِسَنَد صَحِيْح ( 660 ) أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر الْمَرُّوْذِي قَال : قُلْت لِأَبِي عَبْد الْلَّه أَيُّهُمَا أَفْضَل : مُعَاوِيَة أَو عُمْر بْن عَبْد الْعَزِيْز ؟ فَقَال : مُعَاوِيَة أَفْضَل ، لَسْنَا نَقِيّس بِأَصْحَاب رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم أَحَدا ، قَال الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : خَيْر الْنَّاس قَرْنِي الَّذِي بُعِثْت فِيْهِم . وَعَن الْأَعْمَش أَنَّه ذَكَر عِنْدَه عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز وَعَدْلِه ، فَقَال : فَكَيْف لَو أَدْرَكْتُم مُعَاوِيَة ؟ قَالُوْا : يَا أَبَا مُحَمَّد يَعْنِي فِي حُلْمِه ؟ قَال : لَا وَالْلَّه بَل فِي عِدْلِه . الْسُّنَّة لِلْخَلَّال ( 1 / 437 ) . وَعَن قَتَادَة قَال : لَو أَصْبَحْتُم فِي مِثْل عَمَل مُعَاوِيَة لَقَال أَكْثَرَكُم هَذَا الْمَهْدِي . الْسُّنَّة لِلْخَلَّال ( 1/438 ) . وَعَن مُجَاهِد أَنَّه قَال : لَو رَأَيْتُم مُعَاوِيَة لَقُلْتُم هَذَا الْمَهْدِي . الْمَصْدَر نَفْسِه ، وَأَوْرَدَه ابْن كَثِيْر فِي الْبِدَايَة ( 8 / 137 ) . وَعَن الْزُّهْرِي قَال : عَمِل مُعَاوِيَة بِسِيْرَة عُمَر بْن الْخَطَّاب سِنِيْن لَا يَخْرِم مِنْهَا شَيْئا . الْسُّنَّة لِلْخَلَّال ( 1 /444 ) وَقَال الْمُحَقِّق إِسْنَادِه صَحِيْح .
وَقَد أَثْنَى عَلَيْه قَبِيْصَة بْن جَابِر الْأَسَدِي بِقَوْلِه : أَلَا أُخْبِرُكُم مِن صَحِبْت ؟ صَحِبْت عُمَر بْن الْخَطَّاب فَمَا رَأَيْت رَجُلا أَفْقَه فِقْهَا وَلَا أَحْسَن مُدَارَسَة مِنْه ، ثُم صَحِبْت طَلْحَة بْن عُبَيْد الْلَّه ، فَمَا رَأَيْت رَجُلا أَعْطَى لِلْجَزِيل مِن غَيْر مَسْأَلَة مِنْه ؛ ثُم صَحِبْت مُعَاوِيَة فَمَا رَأَيْت رَجُلا أَحَب رَفِيْقَا ، وَلَا أَشْبَه سَرِيْرَة بِعَلَانِيَة مِنْه .. انْظُر تَارِيْخ الْطَّبَرِي ( 5/ 337 ) وَأَوْرَد هَذَا الْخَبَر الْبُخَارِي فِي الْتَّارِيْخ الْكِيَر ( 7 / 175 ) . وَقَال أَيْضا : مَا رَأَيْت أَحَدا أَعْظَم حِلْمَا وَلَا أَكْثَر سُؤْدَدا وَلَا أَبْعَد أَنَاة وَلَا أَلْيَن مَخْرَجا وَلَا أَرْحَب بَاعا بِالْمَعْرُوْف مِن مُعَاوِيَة . الْبَدَايَة وَالْنِّهَايَة ( 8 / 138 ) . وَإِن الْجَمْع الَّذِي بَايَع مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه بِالْخِلَافَة خَيْر مِن الْجُمَع الَّذِي بَايَع عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز رَحِمَه الْلَّه ، فَقَد بَايَع لِمُعَاوِيَة جَم غَفِيْر مِن صَحَابَة رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم . وَفِي ذَلِك يَقُوْل ابْن حَزْم رَحِمَه الْلَّه كَمَا فِي الْفَصْل ( 5 / 6 ) : فَبُوْيِع الْحَسَن ، ثُم سَلَّم الْأَمْر إِلَى مُعَاوِيَة ، وَفِي بَقَايَا الْصَّحَابَة مَن هُو أَفْضَل مِنْهُمَا بِخِلَاف مِمَّن أَنْفَق قَبْل الْفَتْح وَقَاتَل ، فَكُلُّهُم أَوَّلِهِم عَن آَخِرِهِم بَايَع مُعَاوِيَة وَرَأَى إِمَامَتِه . و قَد قَال عَبْد الْلَّه بْن الْمَبَارَك رَحِمَه الْلَّه : مُعَاوِيَة عِنْدَنَا مِحْنَة ، فَمَن رَأَيْنَاه يَنْظُر إِلَيْه شَزْرَا اتَّهَمْنَاه عَلَى الْقَوْم ، يَعْنِي الْصَّحَابَة . انْظُر الْبِدَايَة وَالْنِّهَايَة لِابْن كَثِيْر (8/139) . و سُئِل الْإِمَام أَحْمَد : مَا تَقُوْل رَحِمَك الْلَّه فِيْمَن قَال : لَا أَقُوْل إِن مُعَاوِيَة كَاتَب الْوَحْي ، وَلَا أَقُوْل إِنَّه خَال الْمُؤْمِنِيْن فَإِنَّه أَخَذَهَا بِالْسَّيْف غَصْبا ؟ قَال أَبُو عَبْد الْلَّه : هَذَا قَوْل سَوْء رَدِيْء ، يُجَانَبُوْن هَؤُلَاء الْقَوْم ، وَلَا يُجَالَسُوْن ، و نُبَيِّن أَمْرِهِم لِلْنَّاس . انْظُر : الْسُّنَّة لِلْخَلَّال (2/434) بِسَنَد صَحِيْح . وَقَد سُئِل رَجُل الْإِمَام أَحْمَد عَن خَال لَه يُنْتَقَص مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ، وَأَنَّه - أَي الْرَّجُل - رُبَّمَا أَكَل مَع خَالِه ، فَقَال لَه الْإِمَام أَحْمَد مُبَادِرَا : لَا تَأْكُل مَعَه . الْسُّنَّة لِلْخَلَّال ( 2/ 448 ) .
وَقَال الرَّبِيْع بْن نَافِع الْحَلَبِي ( ت 241هـ ) رَحِمَه الْلَّه : مُعَاوِيَة سَتَر لِّأَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، فَإِذَا كُشِف الْرَّجُل السِّتْر اجْتَرَأ عَلَى مَا وَرَاءَه . الْبَدَايَة وَالْنِّهَايَة (8/139) . يَقُوْل ابْن قُدَامَة الْمَقْدِسِي : وَمُعَاوِيَة خَال الْمُؤْمِنِيْن ، وَكَاتِب وَحْي الْلَّه ، وَأَحَد خُلَفَاء الْمُسْلِمِيْن رَضِي الْلَّه تَعَالَى عَنْهُم . لُمْعَة الاعْتِقَاد ( ص 33 ) . وَقَال شَيْخ الْإِسْلام ابْن تَيْمِيَّة : وَاتَّفَق الْعُلَمَاء عَلَى أَن مُعَاوِيَة أَفْضَل مُلُوْك هَذِه الْأُمَّة ، فَإِن الْأَرْبَعَة قَبْلَه كَانُوْا خُلَفَاء نُبُوَّة ، وَهُو أَوَّل الْمُلُوْك ، كَان مِلْكَه مُلْكَا وَرَحْمَة . مَجْمُوْع الْفَتَاوَى ( 4 / 478 ) . وَقَال أَيْضا : .. فَإِن مُعَاوِيَة ثَبَت بِالتَّوَاتُر أَنَّه أَمَّرَه الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم كَمَا أُمَّر غَيْرِه ، وَجَاهَد مَعَه ، وَكَان أَمِيْنَا عِنْدَه يُكْتَب لَه الْوَحْي ، وَمَا اتَّهَمَه الْنَّبِي صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم فِي كِتَابَة الْوَحْي .. وَوَلَاه عُمَر بْن الْخَطَّاب الَّذِي كَان مِن أَخْبَر الْنَّاس بِالْرِّجَال ، وَقَد ضَرَب الْلَّه الْحَق عَلَى لِسَانِه وَقَلْبِه ، وَلَم يَتَّهِمُه فِي وِلَايَتِه . الْفَتَاوَى ( 4 / 472 ) . وَقَال : فَلَم يَكُن مَن مُلُوْك الْمُسْلِمِيْن خَيْر مِن مُعَاوِيَة ، وَلَا كَان الْنَّاس فِي زَمَان مُلْك مِن الْمُلُوْك خَيَّرَا مِنْهُم فِي زَمَان مُعَاوِيَة . مِنْهَاج الْسُّنَّة ( 6 / 232 ) . وَقَال ابْن كَثِيْر فِي تَرْجَمَة مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه : وَأَجْمَعَت الْرَّعَايَا عَلَى بَيْعَتِه فِي سَنَة إِحْدَى وَأَرْبَعِيْن .. فَلَم يَزَل مُسْتَقِلّا بِالْأَمْر فِي هَذِه الْمُدَّة إِلَى هَذِه الْسَّنَة الَّتِي كَانَت فِيْهَا وَفَاتِه ، وَالْجِهَاد فِي بِلَاد الْعَدُو قَائِم وَكَلِمَة الْلَّه عَالِيَة ، وَالْغَنَائِم تُرَد إِلَيْه مِن أَطْرَاف الْأَرْض ، وَالْمُسْلِمُوْن مَعَه فِي رَاحَة وَعَدَل وَصَفَح وَعَفْو . الْبَدَايَة وَالْنِّهَايَة ( 8 / 119 ) . وَقَال : كَان حَلِيْمَا وَقَوُرَا رَئِيْسَا سَيِّدَا فِي الْنَّاس ، كَرِيْمَا عَادِلَا شَهْمَا . الْبِدَايَة ( 8 / 118 ) . وَقَال أَيْضا : كَان جَيِّد السِّيْرَة حُسْن الْتَّجَاوُز جَمِيْل الْعَفْو كَثِيْر الْسِّتْر رَحِمَه الْلَّه تَعَالَى . الْمَصْدَر الْسَّابِق ( 8 / 126 ) . وَقَال ابْن أَبِي الْعِز الْحَنَفِي : وَأَوَّل مُلُوْك الْمُسْلِمِيْن مُعَاوِيَة وَهُو خَيْر مُلُوْك الْمُسْلِمِيْن . شَرْح الْعَقِيْدَة الطَّحَاوِيَّة ( ص 722 ) . وَقَال الْذَّهَبِي فِي تَرْجَمَتِه : أَمِيْر الْمُؤْمِنِيْن مُلْك الْإِسْلَام . الْسِيَر ( 3 / 120 ) . وَقَال : وَمُعَاوِيَة مِن خِيَار الْمُلُوْك الَّذِيْن غَلَب عَدَلَهُم عَلَى ظُلْمِهِم . الْمَصْدَر نَفْسِه ( 3 / 159 ) . وَأَوْرَد رَأْيَا طَرِيفَا لِلْمُؤَرِّخ الْعَلِامَة ابْن خَلِدُوْن فِي اعْتِبَار مُعَاوِيَة مِن الْخُلَفَاء الْرَّاشِدِيْن فَقَد قَال : إِن دَوْلَة مُعَاوِيَة و أَخْبَارُه كَان يَنْبَغِي أَن تُلْحِق بِدُوَل الْخُلَفَاء الْرَّاشِدِيْن و أَخْبَارِهِم ، فَهُو تَالَيْهُم فِي الْفَضْل وَالْعَدَالَة وَالصُّحْبَة . انْظُر هَذَا الْقَوْل فِي الْعَوَاصِم مِن الْقَوَاصِم ( ص213) قَال مُحِب الْدِّيْن الْخَطِيْب رَحِمَه الْلَّه : سَأَلَنِي مَرَّة أُحُد شَبَاب الْمُسْلِمِيْن مِمَّن يُحْسِن الْظَّن بِرَأْيِي فِي الْرِّجَال مَا تَقُوْل فِي مُعَاوِيَة ؟ فَقُلْت لَه : و مَن أَنَا حَتَّى أَسْأَل عَن عَظِيْم مِن عُظَمَاء هَذِه الْأُمَّة ، و صَاحِب مِن خِيَرَة أَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم ، إِنَّه مِصْبَاح مِن مَصَابِيْح الْإِسْلَام ، لَكِن هَذَا الْمِصْبَاح سَطَع إِلَى جَانِب أَرْبَع شُمُوْس مَلَأَت الْدُّنْيَا بِأَنْوَارِهَا فَغَلَبَت أَنْوَارَهَا عَلَى نُوْرَه . حَاشِيَة مُحِب الْدِّيْن الْخَطِيب عَلَى كِتَاب الْعَوَاصِم مِن الْقَوَاصِم ( ص95) .
__________________ سُئِل الْإِمَام الْعَلَّامَة ابْن حَجَر الْهَيْتَمِي رَحِمَه الْلَّه تَعَالَى عَن الْإِمَام أَبِي الْحَسَن الْأَشْعَرِي وَالْبَاقِلَّانِي وَابْن فُوْرَك وَأَبِي الْمَعَالِي إِمَام الْحَرَمَيْن وَأَبِي الْوَلِيّد الْبَاجِي وَغَيْرِهِم مِمَّن تَكَلَّم فِي الْأُصُول وَسَلَك مَذْهَب الْأَشْعَرِي فِي الِاعْتِقَاد، وَعَن حُكْم مَن انْتَقَصَهُم وَضَلِّلْهُم؟ فَأَجَاب رَحِمَه الْلَّه بَعْد أَن شُنِّع عَلَى مَن عَرَّض لَهُم بِشَتْم أَو تَضْلِيْل أَو قَدَح: ( بَل هُم أَئِمَّة الْدِّيْن وَفُحُول عُلَمَاء الْمُسْلِمِيْن فَيَجِب الْإِقْتِدَاء بِهِم لِقِيَامِهِم بِنُصْرَة الْشَرِيعَة وَإِيْضَاح الْمُشْكِلَات وَرَد شِبْه أَهْل الْزَّيْغ، وَمَا يَجِب مِن الِاعْتِقَادَات وَالْدِّيَانَات لِعِلْمِهِم بِالْلَّه وَمَا يَجِب لَه وَمَا يَسْتَحِيْل عَلَيْه وَمَا يَجُوْز فِي حَقِّه... وَالْوَاجِب الِاعْتِرَاف بِفَضْل أُوْلَئِك الْأَئِمَّة الْمَذْكُوْرِيْن فِي الْسُّؤَال وَسَابَقَتِهُم، وَأَنَّهُم مِن جُمْلَة الْمُرَادِيَن بِقَوْلِه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم " يَحْمِل هَذَا الْعِلْم مِن كُل خَلَف عُدُوْلُه يَنْفُون عَنْه تَحْرِيْف الْغَالِيْن وَانْتِحَال الْمُبْطِلِيْن وَتَأْوِيْل الْجَاهِلِيَن " فَلَا يَعْتَقِد ضَلَالَتِهِم إِلَا أَحْمَق جَاهِل أَو مُبْتَدِع زَائِغ عَن الْحَق، وَلَا يَسُبُّهُم إِلَا فَاسِق، فَيَنْبَغِي تَبْصِيْر الْجَاهِل وَتَأْدِيب الْفَاسِق وَاسْتِتَابَة الْمُبْتَدَع ). اهـ " الْفَتَاوَى الْحَدِيْثِيَّة ص 205 ). | |
|
meryana janbein مراقبة الآقسام الاسلاميه
رقم العضويه : 16 عدد المساهمات : 1180 تاريخ التسجيل : 28/02/2010 العمر : 33 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: إِلَى الْمُتَطَاوِلِين عَلَى سَيِّدِنَا مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ( كَلِمَات مُوْجَزَة لَعَل الْلَّه يَنْفَع بِهَا ) الأحد أغسطس 01, 2010 4:32 am | |
| السلام عليكم اختي في الله بجد موضوع رائع و مميز كل كا نتمناه ان يقرأه الاخرون حتى يعلمو لما نحبهم | |
|
marwah
رقم العضويه : 55 عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 23/05/2010
| موضوع: رد: إِلَى الْمُتَطَاوِلِين عَلَى سَيِّدِنَا مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ( كَلِمَات مُوْجَزَة لَعَل الْلَّه يَنْفَع بِهَا ) الأحد أغسطس 01, 2010 4:52 am | |
| جزاك الله خيرا يكرهونه و لا يعرفون فضله | |
|
انكسار قلب مشرفة ومراقبة الاقسام الادبيه
رقم العضويه : 46 عدد المساهمات : 1136 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 35
| موضوع: رد: إِلَى الْمُتَطَاوِلِين عَلَى سَيِّدِنَا مُعَاوِيَة رَضِي الْلَّه عَنْه ( كَلِمَات مُوْجَزَة لَعَل الْلَّه يَنْفَع بِهَا ) الإثنين أغسطس 02, 2010 8:44 am | |
| | |
|