وجد ما يجعل أي إنسان ملحد (إن لم يكن مكابراً) يؤمن فوراً بوجود الله،
ويؤمن بأن معجزة سيدنا محمد
عليه أفضل الصلاة والتسليم: " القرآن " بأنه حق، وأنه من عند الله.
تعالوا معي نتأمل مضمون .
الطارق
كتشف العلماء وجود نجوم نابضة تصدر أصوات طرق أشبه بالمطرقة،
ووجدوا أن هذه النجوم تصدر موجات جذبية تستطيع اختراق
وثقب أي شيء بما فيها الأرض وغيرها، ولذلك أطلقوا عليها صفتين:
صفة تتعلق بالطرق فهي مطارق كونية، وصفة تتعلق بالقدرة على النفاذ
والثقب فهي ثاقبة، هذا ما لخصه لنا القرآن في آية رائعة،
يقول تعالى في وصف هذه النجوم من خلال كلمتين:
(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق: 1-3].
فكلمة (الطارق) تعبر تعبيراً دقيقاً عن عمل هذه النجوم، وكلمة
(الثاقب) تعبر تعبيراً دقيقاً عن نواتج هذه النجوم وهي الموجات الثاقبة،
الكنس
اكتشف العلماء حديثاً وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء،
وتتميز بثلاث خصائص: 1- لا تُرى، 2- تجري بسرعات كبيرة، 3
- تجذب كل شيء إليها وكأنها تكنس صفحة السماء، حتى إن العلماء
وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة، هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا
عنها القرآن بثلاث كلمات في قوله تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 15-16].
فالخنَّس أي التي لا تُرى والجوارِ أي التي تجري، والكُنَّس أي
التي تكنس وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها،
هذه الآية تمثل سبقاً للقرآن في الحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشفها
ولا نملك إلا أن نقول: سبحان الله
فلا اقسم بالشفق
إن هذه الظاهرة من أعجب الظواهر الطبيعية فقد استغرقت
من العلماء سنوات طويلة لمعرفة أسرارها، وأخيراً تبين أنها تتشكل بسبب
المجال المغنطيسي للأرض، وهذا الشفق يمثل آلية الدفاع عن الأرض
ضد الرياح الشمسية القاتلة التي يبددها المجال المغنطيسي و"يحرقها"
ويبعد خطرها عنا وبدلاً من أن تحرقنا نرى هذا المنظر البديع،
ألا تستحق هذه الظاهرة العظيمة أن يقسم الله بها؟ يقول تعالى:
(فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ *
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ) [الانشقاق: 16- 21
وجعلنا سراجا وهاجا
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس،
ولكن الله تعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً بقوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا) [النبأ: 13]، وهذه الآية تؤكد أن الشمس
عبارة عن سراج والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء
والحرارة وهذا ما تقوم به الشمس، فهي تحرق الوقود النووي
وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج
هي تسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية