السلام عليكم ورحمة الله وبركاتــــــــه ،،،
الإستغلال كلمة مطاطية المعنى ، متشعبة القصد ، قد تحمل معنى طيب حين نقصد بها إستغلال الوقت لفعل الخيرات
أو إستغلال رمضان لكسب الحسنات أو حتى إستغلال أنفسنا وشبابنا وصحتنا لبناء مجتمعنا الإسلامي العربي والنهوض به .
وكل هذا محمود ومطلوب بل ويفضل أن يكون الإستغلال هنا كاملا ويزيد عن الحد أيضا .
في المقابل وعلى النقيض تماماً هناك استغلالاّ من نوع آخر لايشبه الأول إلا في اسمه فقط !
إنه استغلال المشاعر والعواطف ,, استغلال القلوب الطيبة للانتفاع قدر الإمكان منها .. بل والأدهى هو اتباع كل الأساليب الشرعية والغير شرعية للوصول للهدف وبأي طريق وعلى أي شكل كان .
نوع من البشر يهوى التسلق والصعود على أكتاف الغير لايهمه من الجانب الروحاني ولا العاطفي بقدر مايهمه ماديات الشخص ومنصبه ومايمكن أن يحصل عليه من منافع وبأى وسيلة , فأصبح الطيب في زماننا الآن شخصا نادراً وفريسة سهلة ينقض عليها الذئاب مستغلين طيبة قلب وصفاء هذا الشخص .
نعيش عالم مضطرب في حاجة قصوى إلى عقيدة تملأ روحه وتعمر قلبه وتجمع شمله وتوحد صفه ، تعود بنا كما كنا أمة واحدة تقف أمام الأحداث صفاً , لا كما نرى اليوم القوي يأكل الضعيف , والكبير يدهس الصغير , وكأننا تحولنا من مجتمع مسلم إلى غابة يعيش فيها الأقوياء على جثث الضعفاء , ينهشون من لحومهم ويشربون من دمائهم , ويستنشقون ذرات الهواء من حولهم , لا هم لهم سوى الصعود والإرتقاء بنفوسهم فقط ، لا يهمهم من هم تحت الأقدام الذين كانوا سبباً في وصولهم لما وصلوا إليه .
مصائب الدهر كــفي ....... إن لم تكفي فــــعفي
خرجت أطلب رزقــي ....... وجدت رزقي تـــوفي
فلا برزقي أحـــــظى ....... ولا بصـــــنعة كفي
كم جاهل في الــثريا ....... وعــــــــالم متــخفي
مسكين هذا الإنسان الطيب , يفكر ويبلذل الجهد والعرق، ويبني من الأحلام أبراجا من الآمال والنجاح , ثم لا يلبث أن يأتي نوع آخر من سلالة البشر المفلسون من النجاح والأفكار أو حتى من شرف المحاولة على القدرة والإبداع , يغطون في سبات عميق , إذا أيقظتهم لا تجد عندهم سوى كلمات فارغة وتسويفات ناقصة .
ومع ذلك قد تجدهم بين ليلة وضحاها صاعدون إلى المجد وبالطبع علي أكتاف غيرهم ، هم ضحايا , صنعت النجاح ونسجت المجد والإبداع , لم تعلم يوما أن هناك من يسرق هذا النجاح وبنسبه لنفسه .
لا أمانع أن يكون هناك من يدعمنا يقف خلف نجاحنا , يساندنا ويمدنا بالعون إذا احتجنا , فنحن في بعض الأحيان نكون مثل الأطفال نحتاج لليد الحانية الرحيمة ، نحتاج لمن يمسح الدمعة ويمنح الإبتسامه ، فقد نرى مائدة نحمل أطيب أصناف الطعام وأزكاها , تقف خلفها صاحبة المنزل تتفنن في وصف نفسها بمهارة الصنع وبداعة الفعل بينما في حقيقة الأمر أن كل هذا من صنع الخادمة .. ، وهناك من يصمم ويبدع ويكتب ، ثم يأتي من يوقع باسمه علي أنه صاحب هذا العمل ، وكما ينقل بعض الأعضاء في منتدانا ولا يقولون ( منقول )
وهناك أمثلة كثيرة لمثل هؤلاء المتسلقون على أكتاف الغير ، يقفون عاليا بفضل آخرون هم من تعبوا وسهروا وأبدعوا وقد لا يعرفون أن القمة ستهتز يوماً ، ما ، من تحت أقدامهم لأنهم صعدوا إليها بالزيف والخداع .
وسيأتي يوم الحساب ، وتتكشف الحقائق ، ويعود الحق لأصحابه مهما طال الزمن .. لأنه بالأخير ،لايصح إلا الصحيح ...!!
فاظلم كما شئـت لا أرجـوك مرحمـة ..... إنـا إلـى الله يـوم الحشـر نحتكـم .
مع خالص تحياتي وتقديـــري للجميـــــــــــــــع ،،،