[b][b]
الزائدة الدودية عبارة عن عضو دودي الشكل على هيئة أنبوب صغير مغلق منناحية واحدة، يمتد متفرعاً من الأمعاء الغليظة ويقع في التجويف البطني فيالجزء الأيمن السفلي منه، لا يزيد عرض الزائدة على بوصة واحدة ولا يزيدطولها على 3 إلى 4 بوصات، ولا يعرف حتى الآن ما هي وظيفة الزائدة الدودية.
وهناك فرضيات علمية غير مثبتة تربط بين الزائدة الدودية والجهاز المناعيلدى الإنسان، حيث يعتقد أنها تستحث الجسم على تطوير مناعته ضد الأمراض،ومع هذا فإن استئصالها لا يؤدي إلى أي مضاعفات على الإطلاق.
ولذا فإن وصف هذا العضو بالزائد تعبير خاطئ، إذ ليس هناك أعضاء زائدة في خلق الله تعالى في جسم الإنسان.
التهاب الزائدة
إذا دخل تجويف الزائدة أي شيء من محتويات الأمعاء (مخلفات الطعام، جسيماتصلبة غير مهضومة) ينسد ويصبح مغلقاً من كلا طرفيه، مما يؤدي إلى حدوثالتهاب داخل الزائدة الدودية، وقد يحدث أن تتجمع البكتيريا داخل الزائدةالدودية ويبدأ الالتهاب فتنتفخ، ويحصل الانسداد لهذا السبب، وليس هناكوسيلة لمنع التهاب الزائدة أو التنبؤ به قبل حدوثه.
يصيب التهاب الزائدة الدودية جميع الأعمار من الذكور والإناث على حد سواء،ولكنه يحدث أكثر في سن الشباب (من سن 15 حتى سن 30)، أما في الأطفال فإنهذا النوع من الالتهابات قلما يحصل لسبب بسيط، وهو أن تجويف الزائدة فيهذه المرحلة واسع إلى حد يصعب معه الانسداد إلا نادراً.
مخاطر التهاب الزائدة
عندما تلتهب الزائدة الدودية تنتفخ بسبب امتلاء تجويفها بالإفرازاتوالسوائل، وإذا استمر الالتهاب لفترة أطول فإن الانتفاخ يزيد تدريجياً إلىأن تنفجر وتخرج محتوياتها من القيح، والصديد، والبكتيريا إلى التجويفالبطني. تكون النتيجة تلوث التجويف البطني وإصابته بالالتهاب، وهنا يصبحالأمر أكثر خطورة، إذ إن هذه الحالة تعد من الحالات الجراحية الحرجةوالخطيرة التي تهدد حياة المريض في أغلب الحالات، لكن انفجار الزائدةالدودية الملتهبة يحتاج إلى فترة طويلة، وغالباً تدفع شدة الألم المريضإلى المسارعة لرؤية الطبيب قبل أن تحدث مثل هذه المضاعفات بوقت كافٍ.
الأعراض
تبدأ أعراض الزائدة الدودية غامضة غير واضحة المعالم، فيصاب المريض بخمولويفقد الشهية، وكثير من المصابين بالتهاب الزائدة الدودية يظنون الأمر فيبدايته مجرد عسر هضم، يبدأ ألم البطن حول منطقة السرة ويستمر لسويعات، ثميحس المريض بانتقال الألم إلى الجانب الأيمن السفلي من البطن، مع تقدمالوقت تصبح الأعراض أكثر وضوحاً، ومن أهمها:
ـ ألم حاد في الجزء الأيمن السفلي من البطن.
ـ زيادة ألم البطن عند الحركة أو اللمس أو السعال.
ـ الغثيان وربما القيء.
ـ تسارع النبض وخفقان القلب.
ـ ارتفاع درجة الحرارة، وغالباً ما يكون ارتفاعاً طفيفاً (درجة أو درجتين أعلى من الطبيعي).
تشخيص التهاب الزائدة
بسبب كثرة انتشار التهاب الزائدة الدودية فإن قدوم المريض بالأعراضالمذكورة يعطي الطبيب احتمالاً كبيراً بصحة التشخيص، خصوصاً لدى المرضى فيسن الشباب، ولكن يحدث أحياناً أن تكون الأعراض غير واضحة فيختلط الأمربأسباب أخرى لألم البطن، منها التهاب المسالك البولية، وحصوات الكلى، أوالتهاب الأمعاء، أو أسباب متعلقة بالجاهز التناسلي لدى المرأة، ولكن معالفحص السريري يتضح الأمر أكثر، وهناك علامات معينة يجريها الطبيب تفرقلديه بين التهاب الزائدة وغيره من الأمراض.
أما إذا كان هناك شك في تشخيص الحالة بعد الفحص السريري، فإن الانتظاروإبقاء المريض تحت الملاحظة لبضع ساعات مع إجراء اختبار بسيط للدم يظهرالتشخيص جلياً.
ماذا نفعل؟
إذا أصيب أحد الأشخاص بأعراض مشابهة لأعراض الزائدة الدودية، فإنه يلزممراجعة المستشفى على الفور لعرض الأمر على الطبيب، ولكن إذا زاد الألمفجأة، أو حدث إسهال، أو كان هناك دم مع البراز، فإن هذا يعد من الحالاتالطارئة التي تستلزم مراجعة الإسعاف فوراً، وينصح بعدم إعطاء المريض أدويةمسكنة للألم، لأن هذا قد يجعل مهمة الطبيب في تشخيص التهاب الزائدةالدودية أصعب. كما ينصح بالامتناع عن الأكل تمهيداً للجراحة المستعجلةالتي قد تجرى في حالة وجود الالتهاب فعلياً.
العلاج:
إذا التهبت الزائدة الدودية فلا بد من استئصالها وهي عملية سهلة ويسيرةولا يصاحبها في الغالب أي مضاعفات، تتم العملية تحت التخدير الكامل للجسمومن خلال فتحة صغيرة في جدار البطن في الجزء السفلي الأيمن منه، يتمالوصول إلى الزائدة وقطعها، وتنظيف مكانها وتعقيمه ومن ثم غلق الجرح،وربما تجرى بالمنظار وهنا يكون حجم الشق أصغر قليلاً من العملياتالتقليدية، ولا يزيد زمن إجراء العملية في المتوسط على ثلاثة أرباع الساعة.
يبقى المريض عادة يومين أو ثلاثة أيام بعد العملية، ومع استعمال مسكناتالألم يعود المريض إلى نشاطه تدريجياً، يحتاج المريض بعد خروجه منالمستشفى إلى ملاحظة مكان الجرح من العملية، فإذا استمر الألم لفترة أطولوصاحب ذلك احمرار، وانتفاخ، أو نزيف، فلا بد من مراجعة الطبيب، فربما يكونهناك التهاب ثانوي في جرح العملية، وفي هذه الحالة يتمثل العلاج بتنظيفمكان العملية وتعقيمه مرة أخرى، ويتم هذا الأمر غالباً تحت التخديرالموضعي.
واهلا وسهلا
[/b][/b]