الحمد لله رب العالمين وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وسلم يا ربي تسليما
تقبل الله طاعاتكم وغفر ذنوبكم وأعتق رقابكم وبوأكم من الجنة غرفا .
ثم أما بعد
إنه لموضوع جميل وهو غاية في الأهمية بمكان حيث الكلام عن بني إسرائيل وعنت بني إسرائيل ، أولئك الجنس البشري المتصف بكل ما يخطر على بال إنسان من أوصاف دنيئة منحطة إلى ما دون المستوى الحيواني فلقد وصفهم الله جل وعلا وأمثالهم بقوله : ( إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) .
وعود على بدء لكوننا نتكلم عن بني إسرائيل وعن ما يتعلق بنفوسهم المريضة المجبولة على المكر والخداع والتهرب من كل المسئوليات الملقاة على عاتقهم بالأسلوب التفاوضي المتقن المشهورين فيه المحمل بالوصولية والمكر ولقد نقل الله جل جلاله قولهم وسطره لنا في القرآن الكريم لكي تعي الأمة خطرهم الداهم ومكرهم الذي يمكرون فقال : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) . آل عمران / الآية 75
وإذا ما لاحظنا الكم الهائل من الآيات الكريمة الواردة بحق بني إسرائيل لعلمنا أن هذا الأمر لم يكن من باب الصدفة وحاشا أن يكون حرف من حروف القرآن الكريم موقعه في مكان ما لمجرد صدفة إنما الأمر برمته تدبير العزيز العليم فبإستقراء واقع الصراع العربي الإسرائيلي ومفاوضات الإستسلام مفاوضات الذل والهوان يتضح لنا النفس الإسرائيلية المجبولة على المماطلة الضاربة في عمق الزمن المتجذرة في نفوسهم المريضة القائمة على عدم إحقاق الحق والهروب من الإستحقاقات الملقاة على عاتقهم ؛ فإذا ما عدنا إلى قصة البقرة التي تدور قصتها حول أشخاص قتلوا قريب لهم كان لديه من المال الشيء الكثير ولم يكن له ورثة سواهم فاستطالوا عمره واستعجلوا قتله كي ما يريثوه فقتلوه وألقوه في مكان آخر بعيداً عن مكان سكناهم كي ما يتهموا أحداً بقتله ويكونوا هم بعيدين عن تهمة القتل وبذلك يرثوا ماله دون وجه حق وفي استعجال للأمر .
قارن أخي القاريء / أختي القارئة عن مدى التطابق في النفس البشرية الماكرة والمقيتة لبني إسرائيل والقدرة العالية على التفاوض القائم على فن الخداع سواء في الماضي أو الحاضر عبر مفاوضاتهم لأولئك الثلة المدعين أنهم من أبناء جلدتنا بائعي الأرض والعرض اللاهثين خلف حفنة من الدراهم يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل .
إنها بقرة بنو إسرائيل المتجددة التي أسأل الله تعالى أن يرفع بالبعد عنها أقواماً ويضع بها آخرين .
فؤاد سعد
البقاع الأوسط