محمد زيتون المدير العام
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 778 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 42 الموقع : الصويري احلى ضيعه
| موضوع: بعلبك مدينة الشمس التاريخيّة الأحد فبراير 19, 2012 2:30 pm | |
| بعلبك , مدينة تمتد في عمق التاريخ , وفيها أكثر الآثار الرومانية فتنة , تتراءى من خلالها هيبة الماضي العظيم وصداه الذي يأبى أن يموت ...
بعلبك المدموغة بصبغة العزة عبر آثارها العظيمة , حيث يتحد الوحي الديني والهندسة في تناغم مؤثر وكامل ... هي بقايا مستقلة , يفخر لبنان بأنه يمتلكها وأعمدتها الستة المنتصبة , تقاوم عتو الزمان ...
بعلبك اعتصمت بالارث العظيم , وتمسكت بالعراقة والأصالة ... تستوي فوق هضبة تعلو عن سهل البقاع الشمالي , وتنام على أمجاد غابرة خفية , مجهولة الى حد بعيد لم يستطع المؤرخون والباحثون والمنقبون اكتشافها جميعا , فاكتفوا بما ندر عنها ...
تشكل بعلبك أهمية حضارية , وقيمة تاريخية , ومكانة دينية ... دفعت بها للتتبوأ مرتبة عليا بين باقي المدن اللبنانية , فصار لها اهتمامات عديدة , ومنها المهرجانات الدولية , التي دفعت بها الى الصدارة العالمية ... بعلبك كتب عنها الكثير وقيل فيها الكثير , وبقي الكثير لم تبح به الأقلام ...
بعلبك مدينة لبنانية تقع في قلب سهل البقاع الذي اشتهر بغناه ووفرة محاصيله الزراعية لامتداد أراضيه وغزارة مياه نهر الليطاني التي يروي أراضيه. وهي مركز قضاء محافظة البقاع. اشتهرت عبر العصور لموقعها على الخطوط البرية. شيد الرومان معابد ضخمة فيها. وآثاره الجاذبة للسياح تشهد على عراقتها. يقام فيها مهرجانات عالمية تستقطب أشهر الفنانين العرب والأجانب.
الاسم :بعلبك اسم سامي قديم مركب , مشتق من السريانية " بعل بقاع " , والبقاع هو السهل الواقع بين سلسلتي جبال لبنان الغربية والشرقيةوالواقعة فيه مدينة بعلبك . وقد سماها الرومان " هيليوبوليس " أي مدينة الشمس . وفي هذه التسمية اشارة الى أن هذه المدينةكانت سابقا مكرسة لعبادة الشمس . وكانت , قد نالت هذا الاسم بعد فتح الاسكندر .وقد أبقى العرب الذين فتحوا البلاد على الاسم السامي القديم مع بعض التحريف : بعلبك . الموقع :تقع بعلبك من الناحية الاستراتيجية , على بعد 85 كلم الى الشرق من بيروت , فوق أعلى مرتفعات سهل البقاع الشمالي , وكانت تشكل محطة رئيسية على مفترق عدد من طرق القوافل القديمة التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشامي وشمالسورية بشمال فلسطين . وقد استفادت عبر تاريخها الطويل من هذا الموقع المميز لتصبح محطة تجارية هامة ومحجا دينيا مرموقا .فكان أن حول الرومان مزاراتها المتواضعة الى قبلة تستقطب الحجاج من جميع مناطق الامبراطورية الرومانية . تاريخ القلعة :هناك اختلاف حول الزمن الذي بنيت فيه قلعة بعلبك العظيمة , ويقال أنها تعود الى عصر سليمان الحكيم . وأول ما عرف من تاريخهاالصحيح زمن استيلاء يوليوس قيصر عليها في أواسط القرن الأول قبل الميلاد . وفي أيام أغسطس كان فيها حامية رومانية كماتشير النقوش على حجر باب أحد الهياكل . وتبلغ استدارة القلعة حوالي 5 كلم وهي أحدى عجائب الدنيا السبع . مجمع القلعة :ملك الرومان المنطقة في أواسط القرن الأول قبل الميلاد . فأنشأ أوغسطس مستعمرة بعلبك عام 15 قبل الميلاد . ونظرا لأهميتها على أكثر من صعيد اقتصادي وديني , فقد أسس لمشروع عظيم يجعل من بعلبك واجهة دعائية تبرز صورة روماوعظمتها وقدرتها ...كان ذلك جزءا من سياسة الدولة في ترسيخ السيطرة الرومانية على المنطقة . وكان من أبرز نتائج تلك السياسة ان ارتفعت معابدبعلبك العملاقة التي تعتبر من عجائب العالم القديم , وقد استمر العمل في بناء معابدها زهاء نيف وثلاثة قرون من الزمن وتعاقب علىتحقيقه وتمويله عدد لا يستهان به من كبار أباطرة الرومان . أطلال القلعة :يتألف مجمع بعلبك الديني من ثلاثة صروح رئيسية هي : معبد " جوبيتير " الكبير , الذي كان يتألف من أربعة أقسام رئيسية هي :الرواق المقدم , وكان يشكل المدخل العمائري , ويليه البهو المسدس , فالبهو الكبير فالهيكل . وأعمدة بعلبك الستة من بين أكثر الصور رسوخا في الأذهان , والتي يبلغ ارتفاعها 22 مترا تعطي فكرة عن الهيكل الذي كانت تشكل جزءا من رواقه الخارجي .
و "المعبد الصغير" المنسوب الى "باخوس" . وهو بمحاذاة الهيكل الكبير , يتميز بالنقوش والزخارف. ويرتفع على دكة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار ويصعد اليه بدرج يتألف من ثلاث وثلاثين درجة. وكان مكرسا لاقامة الطقوس الدينية الخاصة .و "المعبد المستدير" المنسوب الى "الزهرة". وهو الى الجنوب الشرقي من القلعة , ولا مثيل لتصميمه في جميع أنحاء العالم الروماني. وهو مكرس لتكريم الآلهة. تم تحويله في العصر البيزنطي الى كنيسة على اسم القديسة " بربارة " . وعلى مقربة منه بقايا هيكل آخر يرجع تاريخه الى بدايات القرن الأول بعد الميلاد .وهناك بقايا معبد رئيسي رابع كان يقوم فوق تلة الشيخ عبالله الى الجنوب من بعلبك. المقلع :مقلع قديم للحجارة , يقع الى اليمين عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي , حيث كانت تجري أعمال قطع الحجارة ونحتها .ويعتبر " حجر الحبلى " من أضخم الحجارة المقطوعة في العالم , وهو ما يزال في موقعه منذ حوالي ألفي سنة, وتبلغ مقاييسه 21.5 م × 4.6 م × 4.5 م . فيما يقدر وزنه بنحو 2000 طن .وفي محلة " الشراونة " الى الجنوب الغربي من المدينة " الكيال ". على بعد نحو كيلومتر واحد, بمحاذاة الطريق التي تعبر سهلالبقاع باتجاه رأس بعلبك وحمص, مقلع روماني آخر. نبع رأس العين :يقع نبع رأس العين الى الجنوب الشرقي من المدينة , تروي مياهه الى جانب " نبع اللجوج " الشهير بعلبك وبساتينها منذ العصور القديمة . وتشهد على أهميته الحيوية بالنسبة للمدينة . الأثار التي خلفتها الحقب الرومانية والاسلامية على جوانبه . ومنها بقايا مزار روماني صغير وبعض المداميك التي كانت تشكل جزءا من التجهيزات التي أقيمت لضبط مخارج المياه . وعلى مقربة من النبع أطلال جامع من عهد المماليك بني عام 1277 للميلاد , ويطلق عليه مسجد رأس الامام الحسين بن علي . قبة دورس :دورس قرية صغيرة شوهتها عملية التوسع العمراني التي شهدتها مدينة بعلبك. وعند مفترق الطريق التي تؤدي اليها , الى يسارالداخل الى بعلبك من الجنوب , ضريح يرجع تاريخه الى العصر الأيوبي , وكانت له قبة فوق ثمانية أعمدة من الغرانيت الأحمر .كانت تعلوها فيما مضى تعرف اليوم باسم " قبة دورس ". وقد شيدت في القرن الثالث عشر بعد الميلاد بعناصر معمارية رومانية ,فوق قبر أحد أعلام تلك الأيام. وقد كانت فيما مضى جبانة عظيمة تعود أصولها الى العصر الروماني . الجامع الكبير :يقع الجامع الكبير عند مدخل القلعة لجهة الشرق , وقد شيد من أعمدة الغرانيت ومن حجارة المعابد الرومانية . ويعود تاريخ انشائهالى العهد الأموي في أواخر القرن السابع أو في بدايات القرن الثامن بعد الميلاد . ويتألف من بهو مربع يحيط به رواق ويتوسطهحوض ماء , كان فيما مضى مقببا . وتتألف قاعة الصلاة فيه من ثلاثة صفوف من الأعمدة . قبة الأمجد :تقع على تلة " الشيخ عبدالله " المشرفة على مدينة بعلبك من جهة الجنوب , وهي تتألف من مسجد صغير وزاوية, وفيها قبر الشيخ" عبدالله اليونيني " الذي تعرف التلة باسمه. وقد أقيمت هذه القبة في أيام " الملك الأمجد بهرام شاه " حفيد " صلاح الدين الأيوبي " , الذي ولي بعلبك بيم عامي 1182 و 1230 للميلاد , وبنيت من حجارة هيكل " عطارد " القريب من المحلة . البوابة الرومانية :الى الشمال الغربي من قلعة بعلبك , تقوم بوابة كبيرة محصنة , وهي بقايا التحصينات التي كانت تحيط بالمدينة في عصرها الروماني . قبة السعادين :وهي على مسافة من البوابة الرومانية . وفيها ضريح مقبب يتألف من حجرتين , وقد بني عام 1409 للميلاد .في زمن السلطان الملك الناصر فرج ليكون مدفنا لنواب السلطنة في مدينة بعلبك . منشآت رومانية عامة :الى الجنوب من قلعة بعلبك , في المحلة المعروفة ببستان الخان , أجريت بعض أعمال التنقيب التي كشفت عن بقايا أثرية تعود الىبعض المنشآت المدنية الرومانية. ومن بين هذه البقايا التي جرى ترميم بعضها , الحمامات وبناء آخر يعتقد بأنه كان مخصصاللاجتماعات العامة في ذلك الزمان . الفتح العربي:على أثر الفتح العربي لمدينة بعلبك عام 636 للميلاد . تحولت هياكل المدينة الى قلعة وهو الاسم الذي ما زالت تحمله حتى اليوم.وتوالى الزمن على بعلبك , فانتقلت من يد الأمويين الى العباسيين فالطولونيين والفاطميين والأيوبيين الى أن نهبها المغول واستردها منهم المماليك عام 1260 للميلاد. فعرفت في أيامهم فترة عز ورخاء. مهرجانات بعلبك الدوليةيعود تاريخ بدء المهرجانات الفنية في بعلبك الى عشرات السنين . ففي سنة 1922 تألفت مجموعة صغيرة من اللبنانيين والفرنسيينكان الجنرال غورو أحد أعضائها , أحيت في القلعة حفلة شعرية . ثم مسرحية " الماضي البعيد " ضمن امكانات تقنية بدائية .ومع مرور السنين , توافرت الامكانات والشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في انجاح المشروع. بحيث أصبحت " مهرجانات بعلبك "تحتل اسما بين أعظم المهرجانات العالمية .وفي سنة 1956 عينت لجنة تنفيذية في قصر رئيس الجمهورية وبدعم منه . ومنذ ذلك التاريخ ورؤساء الجمهورية هم , على التوالي ,رؤساء فخريون للجنة المهرجانات , وأعطوا المهرجانات المساعدة معنوية وفي جميع الحقول . لتكمل مهرجانات بعلبك الدولية دربهاالحضاري والانساني . سياحة الأثار
تعتبر مدينة بعلبك من أهم المدن السياحية في الشرق الأوسط لما فيها من غنى سياحي من قلعة بعلبك ذات البناء الروماني الشاهق العلو إلى حجر الحبلة الذي يمثل أكبر حجر منحوت في العالم والذي يقع على جانب مدخل مدينة بعلبك من جهة الشرق حيث كان الرومان يقتلعون الحجارة و ينحتوها و يسوقوها إلى المكان المناسب.
بنى الرومان في المدينة اضخم معابدهم لثلاثة من ألهتهم وهم: جوبيتير و فينوس وميركوري. وفي القرن السادس الميلادي ضرب البلاد زلالزل التي دمرت العديد من معالمها. ويعتبر معبد جوبيتر أضخم المعابد الرومانية على الإطلاق. ولم يتبق من الأعمدة الكورينثية الـ 54 إلا 6 أعمدة فقط. أما معبد باخوس فهو مــن أفضل المعابد الرومانية حفظاً في الشرق الأوسط. يعدّ معبد باخوس أكبر من الـ "بانتيون" في أثينا. ومعبد فينوس، فهو بناﺀ أصغر من بقية المعابد، شيد جنوب شــرق المجمع. وحــوّل المعبد خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة تكريماً للقديسة باربرا. ولم يتبق من معبد مركوري سوى جزﺀ من الدرج المؤدي اليه على هضبة الشيخ عبدالله، على مقربة من موقع المعبد الأساسي. وخلال الحكم الاموي بني مسجد اثاره ما زالت امام مدخل الاكروبوليس إلى الشرق من مدخل المعبد الكبير. وعند مدخلها الجنوبي يقع مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين(ع).
ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع ام عياد الذي يقال انه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في المنطقة. أيضاً من المعالم الاثرية الاخرى قبتا أمجد ودوريس، وهما عبارة عن بقايا لجامعين بنيا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. كما بإمكان الزائر رؤية محطة القطار التي تعود إلى حقبة الثلاثينات والتي بناها الفرنسيون في فترة انتدابهم للبنان. ويقدم فندق Palmyra الذي يعود تأسيسه إلى حوالي 120 سنة والواقع في الشارع المقابل للآثارات منظراً رائعاً للمقيمين، كما يحتوي على متحفه الخاص الذي يحكي تاريخ بعلبك في احدى صالاته. وقد استقبلت غرفه العديد من الشخصيات الهامة التي زارت بعلبك امثال الجنرال الفرنسي شارل ديغول والكاتب جان كوكتو. إضافة إلى ذلك هناك قبر والد شيخادي في هذه مدينة بعلبك المعاصرة أقام البعلبكيون على مدار السنين أبنيتهم السكنية والتجارية والرسمية حول قلعتهم الأثرية , كما حولوا محيطها الى غوطة من البساتين التي ترويها مياه نبع رأس العين . وشيدوا حولها الفنادق والمطاعم والمقاهي ودور التسلية والمنتديات الفنية والثقافية ...وامتد العمران في بعلبك بكل اتجاه , بحيث وصل الى تخوم القرى المجاورة . | |
|