اقبع هناك بين تلك الجدران التي اشعر بها وهي تخنقني في صمت....
ارى انعكاسات صورتي في كل المرايا وعلى كل الواجهات....
ترتسم خطوط الحزن فوق حنايا وجهي فأرني اتقدم بها الى ارذل العمر....
اشعر بجسدي المنهك وهو يتالم في صمت....
والتمس منه انبعاثات الكرب.....
تمر بذاكرتي المتعبه ايام عمري التي تناثرت كماتتناثر قطع الزجاج فوق الارض...
يحيط بي الظلام الدامس من كل صوب....
ليغرقني في سراديب من الحزن والشوق...
اُغتيلت براءة الطفولة فيّ وارتحلت عني انبلاجات السعاده وايام المسرة والحب...
استطيع سماع اصوات ارتطام احلامي...امنياتي....آمالي بجدران اليأس والخوف...
اشعر بطعنات من الغدر والوحدة وهي تقتلني ببرودة ليل الشتاء في قسوة...
استشعر ايام حياتي وهي تختفي تحت ظلال من الالم ومسحات من الحزن العميق المبتذل...
تتراءى لي لحظات عمري كخيط ضعيف منكسر....
تنغمس ذاتي بين جراح الماضي البعيد وتنطوي فوق دمعات الكمد....
تضم اعماقي فؤادا محترقا بنار الحزن والشوق في كلل....
اقف فوق حافة الموت المحتدم واشعر بقدمي تقف في زلل....
وهااناذا ارثي نفسي بكلمات من العتب ....
واشيع اعماقي فوق نعش الزمن دون ان يقف في جنازتي ملأ....
انادي دون مجيب وكأن الصوت فقد صداه....
ايها الاهل ....الاصدقاء...ايها الاحباء....ياحبيبي....
ولااجد السند...
لملمت حطام االزمن ونكبات العمر في حقيبة اليأس وارسلتها مع ساعي المذلة والهوان لبلاد الاحزان فأخذها دون ترددٍ اوسأم.....
امطرت ساعات ايامي بدمعات القهر ونفثات العلل...
استشعر الاحباط وهو يتسلل إلي كأفعى الجرس....
واخذت انادي بحثا عن الامل بين طيات العمر والمستقبل المنهزم.....
وتلك روحي تعاني مآسي الهجر وتفتقد لمسات الحنين والدفء المنأمل...
عسى ان تخفي لوحة المرارة التي رسمت بالسواد بريشة فنان الالم....
يوما ما سانتظر في امل سعادتي لتزيح عن كاهلي كل المنصرم....
والى ان يحين القدر سانزوي بذاتي بين جدران وحوائط الحرمان والوحدة والقهر.....
وستظل شمعة عمري تحترق حتى ياتي رجلي المنتظر.....