موضوع منقول
:: أدب :: النثر شاطر | المزيد!
المزيد!
استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
استعرض مُساهماتك
استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها
المواضيع المراقبة
--------------------------------------------------------------------------------
ارسل إلى صديق(ة)
قم بنسخ عنوان ال BBCode للصفحة
طبع هذه الصفحة
إبك على نفسك أنت لبناني
كاتب الموضوع رسالة
أبو حذيفة
Admin
عدد المساهمات: 19
نقاط: 52
تاريخ التسجيل: 16/01/2008
موضوع: إبك على نفسك أنت لبناني
--------------------------------------------------------------------------------
إبك على نفسك أنت لبناني
بداية إنه لأمر عجب وأعجب العجب أن تفطر في رمضان وتصوم في رجب ، بمعنى أن تعمل على النقيض في الوقت الذي نعرف فيه كل الحقيقة التي نتغاضى عنها بملئ إرادتنا هذا ما دعاني إلى أن أكتب هذه الكلمات التي ليست لها أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد برمضان وصومه ولا له أي علاقة بصلة بباقي الشهور التي نسأل الله جل في علاه أن يبارك لنا في أيامنا وشهورنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ولن أطيل عليكم ولن أستفيض ، إنما ما بدأت به في هذه المقدمة ما هو إلا من قبيل الإستئناس بالمعنى ولعلنا نحن اللبنانيين على اختلاف مشاربنا ومذاهبنا يبقى بيننا قاسم مشترك ألا وهو ( التغاضي والتعامي عن الحقيقة المرئية حتى للأعمى إذا ما بالغت في القول ) .
إخوتي الكرام إن الموضوع بتجرد هو ذلك التطرف الفكري في داخلنا والتعصب اللا متناهي في عدم قولنا الحقيقة ولعله هو الشعور ــ بعقدة النقص التي تقفز إلى أمام ناظرينا كلما حاولنا التجرؤ على أن نبوح عما يدور في خلد كل واحد منا ــ قائلة له لا تبح بسرك حتى لنفسك كي ما لا تؤنب نفسك ، ونبقى في صراع داخلي بين أنفسنا وأنفسنا فلا نبوح حتى لأنفسنا في اللاوعي خشية أن نعي فجأة على الحقيقة ونصبح بذلك في حالة إنفصام شخصي ، ونكون بذلك قد جنينا على أنفسنا وهات يا عذابات ويا لتأنيب الضمير المعذب أصلاً ، إن كان ما يزال في ضميرنا بقية ضمير لكون ضمائرنا قد بيعت في سوق النخاسة ( إلا من رحم ربي ) حتى لا نَظلم ولا نُظلم ، ولأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وكلما أردت أن لا أطيل بالكلام أجد نفسي متحرجا من أن أتفوه بهذه الحقيقة دون مقدمات ، ولكن بعد هذه المقدمة التي لا استغناء عنها لا بد لي من الشروع في صلب الموضوع .
نحن معشر اللبنانيين كثيراً ما نتغنى بالشفافية والرقي والأمجاد التليدة وهذا حق يقال أننا نمتلك كماً كبيراً من العزة والشرف والكرامة التي بقيت في بقية منا ولله الفضل والمنة ، ولكن أن تصل بنا الحال أن ننجرف أو بالأحرى ينجرف أكثرنا وليس كلنا على قاعدة أن لا نظلم ، وراء التطبيل والتزمير والنعق للزعيم ــ ( عاش الزعيم ، يحيا الزعيم ، كلنا فداء الزعيم ، وبالروح والدم نفديك يا زعيم ) ــ في كل موسم من مواسم الزعامات التي ترحل وتعود إلينا مع كل إطلالة انتخابات ــ نيابية كانت أو بلدية ــ فالعجب كل العجب من هؤلاء جوقة المطبلين والمزمرين لأسيادهم الذين يبيعونهم بعد كل نهاية استحقاق ، فعجبي لأمر لا تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ، حيث يشرح الله جل جلاله حال هؤلاء وأمثالهم يوم القيامة فيقول : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ، وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءُوا منا ، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما بخارجين من النار ) . البقرة / 166 ــ 167
إنه لحق أمر يجب أن يستوقفنا وليعد كل منا النظر في أمره وليحدد ثمنه فلا يبع نفسه بثمن بخس لهذا الزعيم أو ذاك ، وليرفع من شأن نفسه ولأن الله جل جلاله رفع من شأن ابن آدم وسخر له ما في الأرض جميعا ، فلما أثَّاقل إلى الأرض وأدني من شأن ذاتي التي كرم الله سبحانه وتعالى .
ولكن إذا ما أبقيت على نفسك وأردت إلا الهوان كما هو حال أكثر المجتمع اللبناني الذي جعل من نفسه إمعه إذا أساء الناس أساء وإذا ما أحسنوا قد لا يحسن لكونه قد باع نفسه بثمن بخس لقاء دراهم معدودة باع نفسه بدنيا غيره ، ففي هذه الحال أقول لك وبالفم الملآن ( إبك على نفسك أنت لبناني ) .
فؤاد سعد