المشهد 1 الساعة 10 ص اخذ يعدل بدلته ويميل عقاله تارة لليمين وتارة للشمال ثم حدق في المرآة ليتأكد من انتظام شاربيه ثم تنحنح وبلل شفتيه المرتعدتين ثم شد طرف كوفيته وتقدم خارج من مكتبه ليحيط به اتباعه ووزرائه وحاشيته ويلتفوا حوله اشد من التفاف السوار الضيق على المعصم
( ثلاثة مشاهد في علبة بلاستيك )®
المشهد 1 الساعة 10 ص
اخذ يعدل بدلته ويميل عقاله تارة لليمين وتارة للشمال ثم حدق في المرآة ليتأكد من انتظام شاربيه ثم تنحنح وبلل شفتيه المرتعدتين ثم شد طرف كوفيته وتقدم خارج من مكتبه ليحيط به اتباعه ووزرائه وحاشيته ويلتفوا حوله اشد من التفاف السوار الضيق على المعصم فتقدم في ثبات مصطنع وساقاه تتخالفان كمن يجر إلى حدفه وما أن برز من الباب الخارجي حتى تداعى إليه مندوبو الصحافة كتداعي الاكله على قصعتها وانهمرت الأسئلة حيال العملية الإرهابية الأخيرة التي أودت بحياة 3 جنود إسرائيليين أبرياء كانوا يقومون بمهامهم الاعتيادية فاجاب في بيان مقتضب انه يدين ويستنكر هذا العمل العنيف من قبل عناصر لا تتعاون مع السلطة وانه مع أفراد سلطته يعملون بجد من اجل ايقاف هذه العمليات لاستكمال مسيرة السلام مع الاخوة الأشقاء الإسرائيليين على خطى شهيد السلام إسحاق رابين الذي بذل دماءه الطاهرة الزكية من اجل السلام الغالي للجميع ......................انتهى ؟؟؟
المشهد 2 الساعة 8 ص
تعثر مرتين في كلبه وهو يختلج ما بين قدميه بينما حث الخطى نحو منصة البيانات وهو يردد بينه وبين نفسه ما سيقوله حين يبلغها حتى لا ينسا منه شيء وهو يرى جمع الصحفيين الذين يعلم منذ البداية محور أسئلتهم وحين بلغ المنصة مال نحو أحد مرافقيه وهمس في أذنه عن الوقت وما ذلك إلا ليلفت انظار الصحافة ولتلبس حلة الاهمية فهم لا يعلمون عن موضوع الحوار الهامس وسيفسر انه تباحث في امور هامة ثم نظر للحظور أشار بيده محييا بعظهم بابتسامة بلهاء ثم تحدث عن العمل الإرهابي الأخير الذي حصد أرواحا بريئة في إسرائيل وعن الدور المهم الذي تبذله الدولة العبرية في الحرب العالمية على الارهاب والثمن الباهظ الذي تدفعه من اجل ذلك وان هذه التضحيات لن تذهب سدى وانه يؤيد أي إجراء عقابي تراه القيادة الإسرائيلية للرد على هذا العمل وان إسرائيل تمثل الشريك الأول والاهم لأمريكا في المنطقة وانه لن يدخر أي جهد لدعمها ومساندتها للقضاء على الجماعات الإرهابية المتطرفة في فلسطين ...................انتهى ؟؟؟
المشهد 3 عقب صلاة الفجر
كان لسانه يردد خواتيم سورة البقرة بينما يقبض بيمينه على المصحف بعد فراغه من صلاة الفجر بينما أخذت رياح الصباح الباردة تلفح وجهه الأسمر وتتخلل لحيته ثم نهض واخذ ينظر نحو المركز العسكري الإسرائيلي حيث يقبع 3 جنود يهود أمام عربتهم المصفحة المكلفة بأعمال المساندة لعملية اغتيال ناشط فلسطيني في الضفة وهم يتحدثون عن النجاح الباهر للعملية التي مات فيها إضافة للشخص المطلوب 12 شخص منهم 8 أطفال فلسطينيين ثم شد اللثام على وجهه وهمس " اشهد ألا اله ألا الله واشهد أن محمد رسول الله " اللهم عليك اتكلت واليك انبت الهم فاجعل عملي خالصا في سبيلك .
ثم وثب كباشق افتك إساره ليمطر الموقع بوابل من الحمم صحبت كل رصاصة منها أحلام أطفال ودموع ثكلى واهات أيتام تسابقها لتستبشر بأشعة الفجر الحقيقي ............انتهى !!!