بيان ماينبغي أن تشغل به أوقات رمضان المبارك

بيان ماينبغي أن تشغل به أوقات رمضان المبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
‏ الحمد لله على فضله واحسانه تفضل علينا ببلوغ شهر رمضان المبارك ومكننا فيه من الأعمال الصالحه التي تقربنا إليه والصلاة والسلام على نبينا محمد كان أول سابق للخيرات، وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون
‏ إن هذا الشهر له مزية خصه الله بها، فهو موسم الخيرات ، وقد روي أنه كان صلى الله عليه وسلم كان يدعو الله ببلوغ رمضان ، فكان يقول إذا دخل شهر رجب: { اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان} وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه بقدومه ويبين لهم مزاياه فيقول{ يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك} فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{ أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب السماء وتغل فيه مردة الشيطان، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم منها فقد حرم.} أخرجه أحمد. ويحث أصحابه على الاجتهاد فيه بالأعمال الصالحه من فرائض ونوافل، من صلوات وصدقات، وبذل معروف وإحسان، وصبر على طاعة الله عز وجل، فلا تضيعوها بالغفلة والإعراض كحال الأشقياء الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، فلا يستفيدو من مرور مواسم الخير ولايعرفون لها حرمه، ولايقدرون لها قيمه، كثير من الناس لا يعرفون هذا الشهر إلا أنه شهر لتنويع المأكل والمشارب، فيبالغون في إعطاء نفوسهم ماتشتهي ويكثرون من شراء الكماليات من الأطعمه والأشربه ومعلوم إن الإكثار من المأكل والمشارب يكسل عن الطاعه والمطلوب من المسلم أن يقلل منها حتى ينشط للطاعه، وبعض من الناس لايعرف الشهر إلا أنه شهر نوم في النهار والسهر في الليل على مالا فائدة فيها ومافيه مضره، فيسهر معظم ليله أوكله ثم ينام النهار كله حتى عن الصلاة المفروضه فلا يصلي مع الجماعه ولا في أوقات الصلاه ، وفئة من الناس تجلس على مائدة الإفطار تترك صلاة المغرب مع الجماعة، هذه الفئات من الناس لاتعرف لشهر رمضان قيمه ، ولا تتورع عن إنتهاك حرمته بالسهر الحرام وترك الواجبات ، وفعل المحرمات والى جانب هؤلاء جماعة لايعرفون الشهر المبارك إلا أنه موسم للتجارة وعرض السلع وطلب الدنيا العاجله، فينشطون في البيع والشراء فيلازمون الأسواق ويهجرون المساجد، وإن ذهبوا إلى المساجد فهم على عجل ولايستقرون فيها ، لأن قرة أعينهم الأسواق فما بقي لرمضان من مزية عند هذه الفئات.
‏ عباد الله لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم مجدا في العبادة في جميع أوقاته فكان يتفرغ في هذا الشهر من مشاغل كثيره التي هي في الحقيقة عباده، لكنه يتفرغ من العمل الفاضل لما هو أفضل منه، وكان السلف الصالح يقتدون به في ذلك فيخصون هذا الشهر بمزيد اهتمام ويتفرغون فيه للأعمال الصالحه ، ويعمرون ليله بالتهجد ونهاره بالصيام والذكر وتلاوة القرآن، ويعمرون مساجد الله بذلك، فالنقارن بين حالنا وحالهم وما هو مبلغ شعورنا بهذا الشهر ، ولنعلم أنه كما تضاعف فيه الحسنات فإنها تغلظ السيئات وتعظم عقوبتها ، فلنتق الله ونعظم حرماته *( ومن يعظم حرمات الله فهو خير له)*
وفق الله الجميع لصالح الأعمال.