محمد زيتون المدير العام
رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 778 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 42 الموقع : الصويري احلى ضيعه
| موضوع: بيان:من أنت السبت مايو 15, 2010 9:52 pm | |
| مَنْ أنتَِ؟ إنه لُغْزٌ لم تَحُلَّه العقولُ البشرية، وسؤالٌ لم يُحَصِّل له الفلاسفةُ القُدامى والمعاصرون على إجابة شافية. ذلك أن لكل بَحْثٍ آلات وأدوات ولا يمكن إذا كأنتَِ تلك الأدوات ناقصة تحقيقُ نتائج تامة. والإنسان جسم وروح، والروح غَيْب وراء المادة "ماورائي" والعقل غير كاف للكشف عن ساحة تلك الغيبيات دون مساعدةٍ وتزويدٍ بمُعْطَيات.والمصدرُ الوحيد للتزوّد بمعلومات حول تلك الماورائيات هو "الوَحْي" الحامل أخبارًا من الله الذي خَلَق الكون والإنسان. وصانعُ الشيء أَدْرى به وبما فيه. وكما أن كل جهاز مهمّ يرافقه كُتَيِّب يعرِّف به، ويوضِّح الطريقة الصحيحة للتشغيل، ويبين التحذيرات مما يعطله. ولِله المثلُ الأعلى فهو الأعلم بالإنسان الذي خلقه؛ بجسمه وروحه وبتاريخ الإنسانية ومَآل البشرية وبَرْزخ القبر وما بعد الموت، وبما ينفع الإنسان وما يضره وإليكَِ ذلك من القرآن الكريم.فمَنْ أنتَِ أيها الإنسان؟ج: E أنتَِ مخلوق مُُُكَََََََرَّم أوجدكَِ الله تفضُّلاً منه ورَفَع درجة أنبياء البشر فوق الملائكة: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء: 70].ج: E لأَبيكَِ أسجد الله الملائكة تحيّة له وتعظيمًا [لا سجود عبادة]؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ﴾ [البقرة: 34].ج: E لَكَِ خلق الله السماوات والأرض لننتفع بها؛ قال الله سبحانه: ﴿ألم تَروا أن الله سخَّر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأَسبغَ عليكم نِغَمَه ظاهرةً وباطنة﴾ [لقمان: 20].ج: E إياكَِ شَرَّفَ اللهُ بالتكليف وأَمَرَكَِ بالتزام شريعته التي تنظم كل جوانب حياتكَِ وتحقق راحتكَِ قال الرب جل جلاله: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ﴾ [الأحزاب: 72].ج: E عليكَِ ألقى الله مسؤولية عمارة الدنيا ابتغاءً للرضا من الله ولأجر الآخرة منه، وقد خاطب نبي الله صالِحٌ عليه السلام ثمودَ قائلاً: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: 61].ج: E إليكَِ أَوْكَل اللهُ إكمالَ عَمَلِ الأنبياء بنشر الخير والعدل وبالقضاء على الشرور وبالنهي عن المنكرات؛ قال سبحانه: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ [يوسف: 108] ﴿ولْتَكُنْ منكم أمةٌ يَدْعون إلى الخيرِ ويأمرون بالمعروفِ ويَنهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ [آل عمران: 104].ج: E عَلِمَ اللهُ ضعفكَِ فأَمَركَِ بالخفيف الميسور من التكاليف والتشريعات، وجعلها منوّعة بعيدة عن المَلَل، وأوحى إلى بَشَر معصومين ليكونوا هُداةً نموذجيين يدلونكَِ على الخير بأعمالهم وأقوالهم؛ قال الله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ~ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً ~ يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً﴾ [النساء: 26-28]. ج: E إياكَِ بَشّّر الله بحياة طيبة في الدنيا قبل الآخرة بشرط الإيمان الصحيح والعمل الصالح بمعناه الشامل: بالتزام أوامر الله واجتناب نواهيه؛ وفي القرآن الكريم: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].ج: E إياكَِ حَذَّر الله مِن التعاسة والشقاء وهي نتيجة تلقائية للتخبُّط بعيدًا عن نور الله وهَدْي أنبيائه، بالإضافة إلى العذاب الأليم في الآخرة جزاءَ الكفر والمعصية؛ قال الله سبحانه يحكي قصةَ نزولِ أَبَوَينا آدم وحواء من الجنة بعد أن أكلا من الشجرة بوسوسة عدونا (الشيطان): ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ~ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ~ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ~ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ~ وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ [طه: 123-127].ج: E خُلِق أبوكَِ آدم من تراب وخُلِقْتَِ من نطفة وروح، ومصيركَِ بعد ذلك الموت، ثم يبعثكَِ الله ليحاسبكَِ ويجازيكَِ على عملكَِ؛ قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ~ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ~ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ~ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ~ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 12-16].ج: E لكَِ فتح الله باب التوبة وأخبركَِ أنه يفرح برجوعكَِ: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ~ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ﴾ [الزُّمَر: 53-54].ج: E وعَدَكَِ الله على الإيمان والاستقامة جنةً أبدية فيها الحدائق والأنهار، والطيور والثمار، تخدمكَِ الولدان ونَستمتع بالزواج الطاهر، ولا تزعجكَِ فيها كلمةٌ ولا حتى خاطر، ولا ينغّص تلك المتعةَ خوفُ فَوْتٍ أو موت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ~ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ~ نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ [فصلت: 30-32] وكفى أنكَِ في نُزُل وضيافة الرحمن!ج: E وَحَذَّركَِ أن تعاديه بالكفر والعصيان فيعاديَكَِ كلُّ شيء حتى جسمكَِ، ومصير أولئك النيرانُ، حيث الذل والحريق والشقاء، وكفى أنها مأواهم لا يموتون ولا يستريحون: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ~ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ~ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ~ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ ~ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [فصلت: 19-23].وكفى الإنسان -المسلم والمسلمة- أنه يحافظ على سلامة نفسه وفطرته، ويلبّي حاجاته الجسدية والروحية باعتدال دون إفراط أو تفريط، فيعيش طُمأنينةَ الدنيا وسعادةَ الآخرة، بعيدًا عن الرَّهْبَنة أو الإلحاد، يُسَخِّر ماديّات الكون، ولا يخاف من غيبياته؛ فهي ليست في حقه طَلاسِم مجهولة. وهو مُحسن للناس وللحيوانات وللبيئة، بعيدٌ عن الفساد المادّي أو المعنوي. وعنده مَرْجع القِيَمِ والمعايير وتحديدِ تعريف الخير والشر هو الله وحْدَه كما تُصوِّر هذه الآية باختصار:﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 77].E هذا أنتَِ، وذلك أنا: فلْنَدَعْ الحَيْرَةَ والقَلَق، والتطرُّفَ بِاسم الروح أو للجسد، ولْنَقُم بحق الله، وعندها فقط يمكننا البعد عن فلسفة الصراع الذي يَعِيشه العالَم اليوم. ومَن عَرف نفسَه (بالعبودية) فقد عَرف ربَّه (بالربوبية). المنتدى ـ بيروت ـ الحمراء ـ مقابل AUBـ قرب مستشفى خالدي ـ بناية نازريان ط أرضي ـ تلفاكس: 751993/01
| |
|
سامي الحيدري
رقم العضويه : 27 عدد المساهمات : 170 تاريخ التسجيل : 19/03/2010 العمر : 40 الموقع : الصويري احلى ضيعه
| موضوع: رد: بيان:من أنت الإثنين مايو 17, 2010 5:55 am | |
| جزاك الله الف خير انت يااخي العزيز متميز دامن بمواضيعك القيمه والرئعه مشكور الف شكر | |
|